وبينما سيدنا بـلال يؤذن لصلاة الظهر

، وهذا لأن بالكلام الطيب تمتلك القلوب، فأنظر إلى رحمة سيدنا النبي ﷺ عندما جبر بخاطر المشرك وقال له أن صوته جميل رغم أنه كان يستهزئ بالأذان !
فقال أبو محذورة : نعم أنا.
فوضع النبي ﷺ الكريم الرحيم حتى بالمشركين، يده الشريفة على رأس أبي محذورة ونزع عمامته ومسح بيده الشريفة على رأسه داعياً له : “اللهم بارك فيه، وفي ذريته، وفي صوته، وأهده للإسلام”.
فخرجت من أبو محذورة الشهادة سريعة مدوية أمام أصحابه رعاة الغنم، وعينه النبي مؤذناً لأهل مكة المكرمة، وهذا شـرف لا يعلـوه شـرف.
فأقسم أبو محذورة من يومها ألا يحلق شعر رأسه الذي وضع النبي ﷺ يده الشريفة عليه وقال : « ما كنت لأحلق شعرًا مسح عليه رسول الله ﷺ ودعا عليه بالبركة ».
وظلت ذرية أبي محذورة يؤذنون قرابة الـ ٣٠٠ عام، بفضل دعاء النبي ﷺ له ولذريته، وكانوا أصحاب حنجرة ذهبية ربانية.
فرضي الله عنهم وأرضاهم