نهاية مشعوذ

لم تمض سوى أيام حتى غادر أحمد جابر إلى المدينة ، حينها أخذت كافة احتياطاتي وحذري ، زودني الشيخ بمسدس ، ونصحني سرا أن أنام في السقف وأترك الأضواء في السكن ، وأفتح صوت الراديو وأضعه في النافذة حتى يتأكد من سيستهدفني أنني في السكن .
مددت عدة وسائد على فراشي ودثرتها كأنني أنا النائم وجعلت الباب شبه مفتوح فهاجم السكن مسلح مجهول أطلق النار على فراشي ولاذ بالفرار .
في اليوم التالي جاء إلى المدرسة أحد أقارب أحمد جابر يدعوني لتناول الغداء في منزله فأعتذرت له ، وفوجئت به في المساء يأتيني بطعام فاخر فوعدته بتناوله ، ولما غادر وضعته للقطط فماتت بعد تناولها .
لقد دسوا فيه السم فعلا .
فشلت كل محاولات اغتيالي ، وبدأ الناس في القرية يتحدثون عن محاولات ” الفقيه ” لقتل المدرس وانكشفت حقيقته للكثير منهم .
المشكلة أن الناس صاروا ينظرون لي كأنني ولي من أولياء الله الصالحين ، لا تؤثر في الرصاص ولا يقتلني السم .!
ولما فشلت عصابة المشعوذ في اغتيالي بأي وسيلة ، عاد أحمد جابر ذات ليلة تحت جنح الظلام ، لم يعد إلى بيته بل جاء إلى سكني وهو يردد :
يا غريب كن أديب والا نهايتك قريب .
لقراءة باقي القصة اضغط على الرقم 4 👇👇👇👇👇
بحث عني في السكن فلم يجدني ، كان غاضبا يسب ويشتم ويهدد ويتوعد .
أمسك بجهاز المسجل الذي يقرأ القرآن ورماه على الأرض حتى تفتت ، بعثر أدوات السكن وخرب بعضها ، بحث عني في الفصول وبجوار المدرسة ، وأنا أراقبه بصمت من سطح السكن ، تركته يجري هنا وهناك ويسب ويشتم كالوحش المسعور حتى خف غضبه وتوقفت حركته وجلس يمضغ القات بصمت ، وحينها هاجمته بغتة من الخلف ووضعت المسدس خلف رأسه صارخا فيه :
- أين أعوانك من الجن يا دجال ؟
ارتبك وتلعثم ولم يستطع النطق ، كان يرتجف مثل دجاجة تم ذبحها للتو .
صرخت فيه : - أنت جبان كذاب ، تخدع البسطاء وتضحك على النساء ، والليلة ستنتهي قصتك وتظهر حقيقتك ، ستسير وسط بيوت القرية ، وتعترف بجرائمك وأفعالك ، هيا تحرك أمامي .
تحرك أمامي صاغرا متوسلا عارضا علي الأموال الكبيرة مقابل تركه وشأنه .
حين اقتربنا من منزل الشيخ حاول الفرار فأطلقت رصاصة في الجو ؛ وحينها حدث ما لم يخطر لي على بال ، لقد سقط على الأرض ، في البداية ظننت أنه يمثل علي وانها لعبة منه ، وحين قلبته وحاولت سماع نبض قلبه وجدته ميتا دون حراك .!
أقبل الشيخ كأنه كان ينتظرنا ، كان يقود أحد الكلاب ، أخذ مني المسدس ووضع فيه كاتم الصوت وأطلق النار على الكلب .
أشار علي بالعودة إلى السكن فورا ، وأن أصمت تماما وسيتولى هو الأمر .
بعدها تجمع الناس فأكد لهم الشيخ أنه أطلق الرصاص على الكلب لأنه مسعور ، وقد طارد أحمد جابر ليعضه ، وأنه مات من الخوف ، وفعلا لم يجد الناس في أحمد جابر أي خدش أو أثر للرصاص ، كما أكد الطبيب أن أحمد جابر مات بالسكتة القلبية وحينها تخلصت القرية من أحقر مشعوذ دجال وتخلصت من أكبر هم عرفته في حياتي .
وأشرق في القرية صباح جديد .