كانا فلاحين بسيطين

يمكن تلخيص التاريخ المكسيكي كله على أنه انقلابات فثورات ، فانقلابات على الثورات ..
ثم ثورات تطيح بالانقلابات ..
مع صراع حدودی مزمن مع الولايات المتحدة تنجح فيه الولايات المتحدة – كالعادة – في انتزاع قطعة من شمال
المكسيك في كل مرة ..
وهكذا ولدت ( أريزونا ) و ( تكساس ) و ( كولورادو ) و ( نيفادا ) و ( يوتاه )، بينما تحول جنوب المكسيك إلى شماله بمعجزة ما!
في تلك الأعوام برز ثائر مكسيكی مهم اسمه ( بابنو خواريز ) .. تذكر الاسم .. فهو من الأسماء التي قد تقابلها من حين لآخر في قراءاتك .. وقد تولى الحكم لفترة إلى أن دخلت الجيوش الفرنسية التي كان يحكمها ( نابليون الثالث ) ( مكسيكو سيتي ) عام 1862 ..
ففر الرجل وأتباعه وقامت الحكومة التي تولت بتنصيب ( ماکسیمیلیان ) امبراطوراً للمكسيك ..
ما دخل هذا بقصتنا ؟ يا أخي اصبر قليلاً.. كيف أكمل قصتي وأكلمك في الوقت ذاته ؟
ظل الرجل يحكم مع زوجته قوية الشخصية ( کارلوتا ) لمدة عام ، ثم قررت فرنسا أن تخرج بقواتها من البلاد.. هكذا وجد ( ماکسيليان ) نفسه في ورطة.. كيف يظل محتفظاً بحكمه وهو الآن صار في وضع الحكومة العميلة بالنسبة للثوار ؟
كان عليه أن يجد جنوداً بأي شكل ومن أي مكان ..
هنا ينبری ( سعید ) خدیوی مصر بعرض خدماته ، على أساس أن الملوك يجب أن يتكاتفوا في كل مكان .. وهكذا يحكي لنا التاريخ قصة عجيبة عن الفلاحين المصريين الذين لا يقل عددهم عن عشرة آلاف ، والذين أرسلهم الخديوى ليحاربوا من أجل تثبيت حكم الإمبراطور النمساوی ( ماکسیمیلیان ) ضد أعدائه الثوار !!
كان الفلاح المصري متاحاً دائماً عبر التاريخ،
ولا يكلف شيئاً ولا يسأل عن مصيره ، لأن الألوف هلكوا في حفر القناة في ذلك الزمن، وهم عاجزون عن الاحتجاج .. والآن يرغم الفلاح المصري على الذهاب إلى المكسيك للدفاع عن الحكومة المحافظة على سبيل المجاملة لا أكثر ! طبعاً بلا أجر ولا حمد ولا منة …
وهنا يُمكن أن نفهم أن ( شعبان ) و ( عيد ) كانا من هؤلاء التعساء الذين وجدوا أنفسهم في حرب قاسية في بلد غريب ..
#د_أحمدخالدتوفيق
#أسطورة_ملك_الذباب
#ما_وراء_الطبيعة