زواج القاصرات، عودة تجارة الرقيق في اليمن

اليوم أصبحت ترأس مؤسسة ندى لحماية حقوق الطفل في اليمن ورشحت لجائزة نوبل للاطفال العالمية للعام 2018 ومولت مشروعين الأول ملاذات آمنه لمساعدة الفتيات، واحلامنا تتحقق لتعليم الفتيات النازحات في اليمن للغة الإنجليزية، من عائدات كتابها الذي طبع بالفرنسية والهولندية ولغات أخرى.
ألفت ندى كتاباً عن قصتها بعنوان (nada alahdal La rosée du matin) (French): وعرض فيه اعترافات والديها بمحاولة تزويجها، وموقفها ضد زواج القاصرات على خلفية ما حدث لخالتها التي اقدمت على الانتحار حرقاً بعد تزويجها بسنة، في عمر 11 سنه، واختها التي حاولت الانتحار حرقاً ايضاً، في عمر 12 سنه، الكتاب بالاشتراك مع المخرجة اليمنية خديجة السلامي، والتي تم نشرها في 12-03-2015 من قِبل دار النشر الفرنسية ميشل فون، ثم توفرت نسخة أخرى باللغة الهولندية على أمازون بعنوان (Jedenastoletnia zona) (Polish).
شاركت في الفلم السينمائي العالمي أنا نجود بنت العاشرة ومطلقة الذي فاز بالعديد من الجوائز العالمية ورشح لجائزة أوسكار، وكان دورها انقاذ نجود من الزواج وبيع الخاتم الذي بيدها لشراء ألعاب وممارسة حقوقها الطفولية..
هذا بالإضافة إلى عشرات القضايا المماثلة لزواج القاصرات في اليمن، ناهيك عن المئات من الحالات التي تحدث ولم تتناولها وسائل الإعلام.
وبما أن القانون اليمني يجرم المتاجرة بالبشر، كما نصت المادة 248 من قانون العقوبات اليمني، التي تنص على حبس كل من “باع أو تصرف بإنسان” مدة لا تقل على عشر سنوات..
إلا أن المشرع اليمني الذي حدد سن الزواج بـ 15 عام لم يجرم زواج الاطفال تحت هذا السن رغم مطالبة الكثير من نشطاء منظمات المجتمع المدني والمثقفين وخبراء الاجتماعيين والأطباء وغيرهم وكذلك رغم المناشدات التي أطلقتها منظمات حقوقية وإنسانية للحكومة اليمنية لمعالجة هذه الظاهرة التي تشكل انتهاك خطير لحقوق الاطفال في اليمن. لأن تجاهل الحكومة اليمنية تجاه هذه الظاهرة يتعارض مع
حقوق الطفل وفق المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها اليمن وأصبحت بموجبها جزءاً من تشريعاتها الوطنية ومن التزاماتها أمام المجتمع الدولي..
ودائما تشير تقارير المنظمات الدولية إلى معاناة الطفولة في اليمن وسوء المعاملة التي يتعرض لها الأطفال وفي أوقات سابقة أوضح صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)
ان ربع الفتيات في اليمن ما زلن يتزوجن في سن الخامسة عشرة..
لكن إذا ما تناولنا مثل هذه الظاهرة سنجد أن من اهم أسباب زواج القاصرات في اليمن هي الأوضاع المعيشية المتدهورة جراء الحرب والصراعات السياسية بالإضافة إلى غياب حقوق المرأة جراء
الضغوط التي مارستها الجهات المتشددة باسم الدين، كما أن للمشكلة ارتباط بالعادات والتقاليد الاجتماعية للقبيلة ومسميات العار التي تغلف نظرة المجتمع تجاه المرأة..