◾◾عاقبة إهمال الزوجة والأولاد
اذهبوا مع أمكم وسوف ألحقكم وبطبيعة الحال لا ألحقهم. وهكذا مرت الشهور، وأنا أعتقد أنهم على ديدنهم القديم فيما يفعلونه في الشاليه. عدت قبل فترة من إحدى سفراتي وصفقاتي على غير ميعاد.
وأحببت أن أفاجئهم. لم أجدهم في البيت سألت خادمة بقيت في المنزل عنهم،
فقالت أنهم في الشاليه ركبت سيارتي، ووصلت إليها في الساعة الثانية صباحاً كان الشوق يملأني. وجدت أبنائي نائمين ولم أجد زوجتي وعندما أيقظت الخادمة من النوم، وجدتها مرتبكة. وبقيت طوال الليل أنتظر، أنظر من كل فتحة في المنزل.
ومع تباشير الصباح، جاءت تمشي مع رجل غريب. عندما فتحت الباب، وجدتني، وارتبكت. أجلستها بهدوء، وسألتها السؤال الذي يملأني: لماذا؟ ما الذي كان ينقصك؟ بدأت في البكاء،
وبعد أن هدأت، قالت: أنت السبب. كنا مستورين، عايشين، سعيدين. ثم أحضرتنا ورميتنا في هذا المكان،
حيث كل واحد ينظر. كنت محتاجة لك، ومع الزمن… وكثرة النظرات…
وكثرة التعليقات، وأنت تعرف الباقي. وافترقنا بكل هدوء حفاظاً على سمعة الأبناء والعائلتين. لكنني بعد أن جلست إلى نفسي، وذهبت إلى ذلك الشاليه مرات عديدة، فهمت ما تقصده. إن أي إنسان يترك زوجته وأبناءه لوحدهم في مثل ذلك المكان، إنما يتركهم لذئاب لا يخافون الله.
إن الكثيرين منا يقولون إن زوجاتنا وبناتنا لا يمكن أن يفعلن مثل هذا. لكن السؤال: زوجاتنا وبناتنا من هؤلاء اللواتي نراهن يمشين بدون ستر، وينظرن…؟!
إن نصيحتي لكل إنسان: لا تترك زوجتك وبناتك عرضة للمخاطر بسبب كثرة الأعمال،
وتجنب الانفتاح وقلة الحياء والاختلاط بالطبقة السفيهة التي ترمي شباكها بحثاً عن صيد تتسلى به لفترة قبل أن تتخلص منه لكي تبدأ التسلي بصيد آخر.
إن النار اليوم تشتعل في قلبي بعد أن خسرت حياتي وزوجتي، وإذا كان من أحد ألومه، فهو نفسي التي كانت راعية، فلم تعرف كيف تحافظ على رعيتها!…