قرية صغيرة جدًا

العصافير تحطّ دوماً هنا أيها السادة.
ــ أجل، ولكن ليس في مثل هذه الساعة.
وتأتي لحظة من التوتر الشديد يكون معها جميع أهالي القرية متلهفين بقنوط للمغادرة دون أن يجدوا الشجاعة لفعل ذلك. فيصرخ أحدهم:
ــ أنا رجل وافر الرجولة، وسوف أرحل.
يوضّب أثاثه، وأبناءه، وبهائمه، ويحشر كل ما لديه في عربة ويجتاز بها الشارع المركزي حيث تراه القرية البائسة كلها. وتأتي لحظة
يقولون فيها:«إذا كان هذا قد تجرّأ على الذهاب، فسوف نذهب نحن أيضًا». ويبدأ هجر القرية بكل معنى الكلمة. تُحمل الأمتعة، والبهائم، وكل شيء. ويقول شخص آخر ممن يغادرون القرية: «عسى ألا تقع المصيبة على كل ما بقي من بيتنا»، وعندئذ يحرق بيته،
ويحرق آخرون بيوتًا أخرى. يهربون بذعر رهيب وحقيقي، كما لو أنه هروب من حرب، وبينهم تمضي السيدة صاحبة النبوءة وهي تقول:
ــ لقد قلتُ لهم إن شيئًا خطيرًا سوف يحدث؛ فقالوا إنني مجنونة.
#ماركيز