مدينة النحاس

وقال: أنا أصعد إلى أعلى السور ، فأمر الأمير أن يُعطى ألف دينار
فقبضها، وعمل فيها كما عمل الذي تقدمه ووصاه الأمير وقال له:
لا تفعل كما فعل فلان وأخبرنا بما تراه ولا تنزل إليهم وتترك
أصحابك ، فعاهدهم على ذلك، فلما صعد وأشرف على المدينة ضحك
وصفق بيديه وألقى نفسه وكل من في المعسكر يصيحون له ويقولون: لا تفعل
، فلم يلتفت إليهم وذهب ، فسمعوا أيضا أصواتا عظيمة ثلاثة أيام ولياليها، ثم سكنت.
فقال موسى بن نصير: أنذهب من هاهنا ولم نعلم بشيء من علم
هذه المدينة وبماذا أكتب وأجاوب أمير المؤمنين؟
وقال: من صعد أعطيته ديتين ، فانتدب رجل من الشجعان وقال: أنا أصعد فشدوا
في وسطي حبلاً قويا وأمسكوا طرفه معكم حتى إذا أردت أن ألقي نفسي
إلى المدينة فامنعوني ، ففعلوا ذلك وصعد الرجل ، فلما أشرف على المدينة
ضحك وألقى نفسه ، فجروه بذلك الحبل والرجل يجر من داخل المدينة
حتى انقطع جسد الرجل نصفين ، ووقع نصفه من محزمه مع فخذيه وساقيه ، وذهب نصفه الآخر إلى داخل المدينة، وكثر الصياح والضجيج في المدينة.
فحينئذِِ يأس الأمير موسى من أن يعلم شيئاً من خبر المدينة وقال: ” ربما يكون في المدينة
جن يأخذوا كل من طلع على المدينة “.
وأمر عسكره بالرحيل ، وسار خلف المدينة فرسخاً أو نحوه، فرأى ألوحاً من
الرخام الأبيض فيها كتابة بالحميرية كل لوح مقدار عشرين ذراعاً،
فيها أسماء الملوك والأنبياء والتابعين والفراعنة والأكاسرة والجبابرة
ووصايا ومواعظ ، وذِكر النبي صلى الله عليه وسلم ، وذِكر أمته وشرفه وشرف أمته ومالها عند الله عز وجل من الكرامة.
وكان معه من العلماء من يقرأ تلك اللغة فنسخوا ما على تلك
الألواح ثم رأوا على بعد صورة من نحاس ، فذهبوا إليها فوجدوا
الصورة على صورة رجل في يده لوح من نحاس، وفي اللوح مكتوب: ” ليس ورائي مذهب فارجعوا ولا تدخلوا هذه الأرض فتهلكوا “
لقراءة باقي القصة اضغط على رقم 4👇👇👇👇