بركة خان والقبيلة الذهبية .. حفيد جنكيزخان وحاكم أراضي روسيا وأوكرانيا …

أول خان عظيم لخانية القبيلة الذهبية وأعلن سكان مدن كبرى مثل بُخارى وسمرقند ولاءهم له،
وشكل صعوده تغييرا جذريا لخرائط العالم الإسلامي السياسية والإستراتيجية بعد كارثة الغزو المغولي، ووفر كذلك رافعة معنوية لسلسلة من الإمبراطوريات الإسلامية اللاحقة مثل التيمورية والصفوية والعثمانية ومغول الهند وأيضا الأمراء التتار.
وغير اعتناق الإسلام من مغول القبيلة الذهبية، وساهم في حركة التحضر والاستقرار وتعمير المدن، ورفع المستوى الثقافي لمدنهم التي كانت عامرة بالعلماء والفقهاء والأدباء والمثقفين، والمساجد والمدارس والزوايا التي كتب عنها الرحالة العرب وبينهم ابن بطوطة.
ولم تقتصر العلاقة بين الدولتين، الذهبيَّة والمملوكيَّة، على التحالف العسكري،
وإنما تعمقت بفضل التبادل التجاري الهائل ودبلوماسية الهدايا، وساهم الصناع والحرفيون والعلماء الذين أرسلهم مماليك مصر إلى الخانية في تطور الخانية التي اكتسبت معالم حضارية على نهر الفولغا متأثرة بثقافة البحر المتوسط المملوكية.
وبعد رحيل بركة خان شهدت الخانية حقبة جديدة من النهضة بقيادة أوزبك (1312-1341) وبينما ركزت القبائل التركية على تربية الحيوانات في السهوب الأوراسية، كان رعاياها من السلاف الشرقيين والموردفنيين واليونانيين والجورجيين والأرمن
يدفعون الجزية، وحصل الأمراء الروس، ولا سيما أمراء موسكوفي،
على مسؤولية تحصيل الضرائب المحلية، بينما قامت القبيلة الذهبية ببناء شبكة تجارة واسعة مع شعوب البحر الأبيض المتوسط، ولاسيما الحلفاء في مصر المملوكية وجنوه الإيطالية، بحسب الموسوعة البريطانية.
كان وباء الموت الأسود، الذي حدث بين (1346-1347) وقتل خليفة أوزبك، بمثابة بداية انحطاط الخانية الذهبية وتفككها، إذ حقق الأمراء الروس انتصارًا بارزًا على القبيلة الذهبية عام 1380، لكن الأخيرة عادت لتنتصر على الروس وتحرق موسكو انتقاما عام 1382 وتستعيد نفوذ خانية القبيلة الذهبية على الروس.
وقد دمر حلفاء القبيلة الذهبية بقيادة تيمور لنك أراضي الخانية التي غزوها أواخر القرن الـ 14، وخربوا ساراي بركة، وجرى ترحيل معظم الحرفيين المهرة بالمنطقة إلى آسيا الوسطى،
وبالتالي حرمانها من تفوقها التقني على موسكوفي الروسية.
وفي القرن الـ 15، تفككت الخانية الذهبية إلى عدة خانات أصغر، أهمها خانات القرم وأستراخان وكازان. تم تدمير آخر بقايا القبيلة الذهبية على يد خان القرم عام 1502، وتوثب الروس للانعتاق من هيمنة الخانية الذهبية منذ نهاية القرن الـ 14،
ليستمر الترابط بين تاريخ خانية القبيلة الذهبية والمواجهة مع الروس حتى تفكك الخانية وانقسامها وسقوط آخر بقاياها (خانيتي القرم والقازاق) عامي 1783 و1847م على التوالي.
التجارة والازدهار
اعتبرت “الخانية المغولية” بمثابة العقدة المركزية في الازدهار التجاري الأوراسي (أوروبا وآسيا) في القرنين الـ 13 و14، وكانت
لقراءة تتمة القصة اضغط على الرقم 4⏬👇⏬