الأوزاعي عن عبد الله بن محمد

الأوزاعي عن عبد الله بن محمد
وما ترى ما صنع ربي والله لو أرسل السماء عليَّ ناراً فأحرقتنى
وأمر الجبال فدمَّرتنى وأمر البحار فغرَّقتنى وأمر الأرض فبلعتنى
ما ازددت لربى إلا شكراً؛ لما أنعم عليَّ من لساني هذا
.
ولكن يا عبد الله إذا أتيتني لي إليك حاجة قد تراني على أي حالة أنا :
أنا لست أقدر لنفسي على ضر ولا نفع
ولقد كان معي بُنَيٌّ لي يتعاهدني في وقت صلاتي
فيوضيني وإذا جعت أطعمني
وإذا عطشت سقاني ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام فَتَحَسَّسْهُ لي رحمك الله
.
فقلت:
والله ما مشى خلق في حاجة خلق كان أعظم عند الله أجراً ممن يمشي في حاجة مثلك
فمضيت في طلب الغلام فما مضيت غير بعيد
حتى صرت بين كثبان من الرمل فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبُع وأكل لحمه
.
فاسترجعت :قلت :إنا لله وإنا إليه راجعون وقلت: أنى لي وجهٌ رقيقٌ آتى به الرجل فبينما أنا مقبل نحوه إذ خطر على قلبي ذكر أيوب النبي عليه السلام فلما أتيته سلمت عليه فرد عليَّ السلام فقال : ألست بصاحبي ؟
قلت: بلى قال: ما فعلت في حاجتي؟
فقلت: أنت أكرم على الله أم أيوب عليه السلام
قال: بل أيوب النبي
قلت: هل علمت ما صنع به ربه أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده؟
.
قال: بلى
قلت فكيف وجده
قال: وجده صابراً شاكراً حامداً
قلت: لم يرض منه ذلك حتى أوحش من أقربائه وأحبائه قال: نعم
قلت :فكيف وجده ربه
قال: وجده صابراً شاكراً حامداً
قلت فلم يرض منه بذلك حتى صيَّره غَرَضاً لمارِّ الطريق هل علمت
قال :نعم
قلت: فكيف وجده ربه
قال: وجده صابراً شاكراً حامداً أوجز رحمك الله
قلت له: إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل وقد افترسه سبُع فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر…
فقال المبتَلَى :
لقراءة باقي القصة اضغط على الرقم 3 👇